الصفحة الرئيسية
>
قــصـــة
لا حاجة لي فيها واستأذن عمير بن سعد عمر للرجوع إلى منزله، وكان بينه وبين المدينة أميال، فقال عمر حين انصرف عمير لأحد رجاله: انطلق إلى عمير بمائة دينار، فإن رأيت حاله شديدة فادفع إليه المال.
وانطلق الرجل فإذا هو بعمير جالس يفلي قميصه إلى جانب الحائط، فقال له عمير: انزل رحمك الله! فنزل ثم سأله: من أين جئت، قال: من المدينة. قال: فكيف تركت أمير المؤمنين؟ قال: صالحا. قال: فكيف تركت المسلمين؟ قال: صالحين. قال: أليس يقيم الحدود؟
فقال عمير: اللهم أعن عمر، فإن لا أعلمه إلا شديدا حبه لك.
ونزل الرجل ضيفا على عمير ثلاثة أيام، وليس لهم إلا قرصة من شعير، فكانوا يخصونه بها ويطوون، حتى أتاهم الجهد. فقال له عمير: إنك قد أجعتنا، فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل.
وأخرج الرجل رسول عمر إلى عمير حينذاك الدنانير، ودفعها إليه، وقال: بعث بها إليك أمير المؤمنين، فاستعن بها.
فصاح عمير: لا حاجة لي فيها..... ردها..
فقالت له امرأته: إن احتجت إليها، وإلا فضعها مواضعها. فقال عمير: والله ما لي شيء أجعلها فيه. فشقت امرأته أسفل درعها فأعطته خرقة، فجعلها فيها، ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء.
المزيد |